العلاج المعرفي والعلاج السلوكي العلاج المعرفي
: شكل من أشكال العلاج النفسي مبني على مفهوم أن طريقة تفكيرنا في الأشياء تؤثر على شعورنا عاطفيًا، إذ يركز العلاج المعرفي على التفكير والسلوك والتواصل الحالي بدلاً من التركيز على التجارب السابقة، ويهدف لحل المشكلات ويعتبر أن الأفكار هي العامل الأساسي في التغيير. على سبيل المثال، قد يشعر الشخص بالخوف من المسرح ويشعر بالرغبة في الهروب من هذا الموقف عند مواجهته، وبالتالي يحاول المعالج تعريض المريض لمواقف تشبه تجربة اعتلاء المسرح ويوفر له التدريب للتحكم في استجابته.
أما العلاج السلوكي: فيصب تركيزه الأساسي على معالجة البيئة الخارجية والبيئة الفيزيولوجية للجسم لإحداث تغيير في السلوك. يركز العلاج السلوكي على مبدأ تعزيز الإيجابيات ونظام المكافأة على عكس العلاج المعرفي، حيث يعتبر العلاج السلوكي بمثابة تدريب أو تكييف لإحداث تغيير إيجابي. يستخدم العلاج السلوكي نظام المكافأة ويحاول تجاهل السلوك السلبي. فعلى سبيل المثال، إذا طلب المعالج من العميل رمي الكرة، وفشل العميل في رمي الكرة، يتم تجاهل الرفض، ويستمر المعالج في إعطاء العميل نفس الأمر حتى يمتثل العميل. بمجرد أن يرمي العميل الكرة، يتم الثناء على المريض على استجابته الإيجابية، ويستمر العميل في الحصول على مكافأة في كل مرة يقوم فيها بنشاط معين عندما يُطلب منه ذلك.
ما هي الآليات التي يعتمد عليها كل من العلاج السلوكي والعلاج المعرفي؟
يعتبر العلاج السلوكي أن الأفعال تتأثر بالبيئة الخارجية للفرد، وقد أضاف العالم الروسي الشهير إيفان بافلوف نموذجين لأسلوب العلاج السلوكي الذي يدعى بالتكييف: التكييف الكلاسيكي والتكييف الفعال. في التكييف الكلاسيكي، يمكن تدريب الشخص أو تكييفه للعمل بطريقة معينة من خلال ممارسة سلوك معين بشكل متكرر. يستخدم علم النفس السلوكي هذا المبدأ الأساسي للتكييف لإعادة تدريب الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، من خلال إعادة برمجة الاستجابات المشروطة لديهم تجاه منبهات مشروطة محددة. بينما يقوم أسلوب التكييف الفعال على مبدأين، المبدأ الأول هو مكافأة السلوكيات المرغوبة والمبدأ الثاني هو أسلوب العقاب على السلوك الذي يجب كبحه. أما من ناحية أخرى، وبما أن العلاج المعرفي يعتمد على أن الأفعال تستند إلى العمليات العقلية والتفكير المنطقي والذاكرة والأفكار التحفيزية والأفكار الإيجابية والسلبية. يركز العلاج المعرفي على مساعدة المرضى في تحقيق هدف معين، مثل تغيير: طريقة التعامل مع المشاعر. طريقة تفكيرهم. الطريقة التي يتصرفون بها. كيفية تعاملهم مع الأمراض والمشاكل الطبية والجسدية. يعاني العديد من المصابين بالاكتئاب أو القلق أو الاضطرابات السلوكية من هذه المشكلات بسبب حدث من الممكن أنه حدث لهم خلال فترة النضج أو في مرحلة ما من حياتهم. ويركز العلاج المعرفي كثيراً على سبب شعور المريض بطريقة معينة ثم على حث الشخص على تغيير مشاعره.
الفرق بين مقاربة العلاج السلوكي والعلاج المعرفي لمرضى الاكتئاب
يعتمد العلاج السلوكي على نهج علاجي نفسي منظم ومختصر يهدف إلى زيادة المشاركة في الأنشطة التكيفية (التي غالبًا ما تكون مرتبطة بتجربة ممتعة أو مفيدة)، وتقليل المشاركة في الأنشطة التي تزيد الاكتئاب أو تزيد من خطر الإصابة به، وحل المشكلات التي تمنع الحصول على شعور الإنجاز. الفكرة الرئيسية وراء العلاج السلوكي كعلاج للاكتئاب هي السماح للمرضى الذين يعانون من أعراض الاكتئاب بتعلم كيفية التعامل مع سلبياتهم وزيادة الوعي الذاتي من خلال إعادة صياغة الأهداف الشخصية إلى أهداف قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى. بعبارة أخرى، يعد العلاج السلوكي نوعاً من التدخل العلاجي الذي يركز على التغيرات السلوكية في الحياة اليومية للمريض. قد تتضمن تدخلات العلاج السلوكي مساعدة المريض على التخطيط للمزيد من الأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا، أو مساعدته على تطوير مهاراته الاجتماعية، أو مجرد جعله يتابع عواطفه وأنشطته بشكل عام.
أما العلاج المعرفي فهو عملية علاجية تمكّن المرضى من تصحيح المعتقدات الذاتية الخاطئة التي يمكن أن تؤدي إلى مزاج وسلوكيات سلبية. الافتراض الأساسي هو أن الفكر يسبق الحالة المزاجية، لذلك فإن تعلم تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية صحية سيحسن مزاج الشخص ومفهومه الذاتي وسلوكه وحالته الجسدية.